Tuesday, December 23, 2008

انا والعربجي و الحمار

في حي كليوباترا يوجد سوق مشهور اسمه زنانيري يأتي اليه الجميع من كل الاحياء المجاورة وكان هذا السوق تصله احتياجاته عن طريق العربات الكارو اي التي تجرها الحمير من خلال مركز الخضار و الفواكه في الحضرة التي يجب ان تصل الي السوق من خلال مطلعاية اي مرتفع ليس ببسيط علي الحمير وهي تحمل علي كاهلها هذه المواد الغذائية من خضار وفاكهة في منظر مخيف من كم المواد الثقيلة التي يحملها الحمار علي العربة ويحاول الحمار جاهدا وتنزلق حدوته من علي الاسفلت ويرحع الي سيرته الاولي في محاولة اخري لا يستطيع معها قطيع من الحمير الوصول الي قمة هذا المرتفع
ولقد كان اشد ما يؤلمني هو ضرب الحمار بوحشية والتلفظ بالكلام والسباب القذر للحمار لانه يجد صعوبة في الوصول الي قمة المرتفع علي مرأى و مسمع من الحميع كأنه بلا إحساس أو مشاعر بالرغم من ان هذا العربجي لا يستطيع ان يحمل صندوق واحد من مجموع هذه الصناديق لوحده وفي معظم الاحوال يترك العربجي الحمار كي يسترد انفاسه لبضع لحظات وعندما يهب العربجي للتحرك يقوم بطلب المساعدة من الباعة الجائلين
وفي بعض الاحيان عندما كنت في المرحلة الاعدادية كنت اقوم بمساعدة الحمار رغبة مني في التخفيف عنه من هذا الحمل الثقيل الذي يثقل كاهله ويجعله يلهث و تشعر بالشفقة عليه
وفي المرحلة الثانوية عندما كنت اشاهد هذا المنظر كنت اقوم بنهر العربجي ولا أعيره اهتمام اذا طلب المساعدة
واذا نظرت عزيزي القارئ الي هذه الصورة التي تتكرر يوميا في طفولتي وشبابي علي مزلقان كليوباترا فإنها كانت تمثل بالنسبة لي صورة البلد الذي اعيش فيها او هي الواقع الماثل امامي في مصر
الحمار هو انا و انت اي الشعب
لذلك عندما كنت اساعد الحمار لانه مني , فنحن جميعا حمير نساعد بعضنا البعض علي تحمل هذه الاعباء التي تفوق طاقتنا ولا نستطيع تحملها
والعربجي هو رئيس الجمهورية الذي لا يشعر بالحمل الثقيل علي كاهل الشعب ويقوم بلا مبالاة يوضع المزيد من المعاناة عليهم ويطلب منهم عطاء بلا حدود
اما الاخرين الذين يطلب العربجي منهم المساعدة فهم اصحاب ادوار السنيدة او رجال الحكومة من الكومبارس ويتم الاحتفاظ بهم والاستغناء عنهم حسب ادوارهم
اخيرا وليس اخرا انا سعيد جدا بمعرفة الجميع بدور الحمار وذلك من خلال الغناء له بالاغنية المشهورة بحبك يا حمار