Tuesday, December 16, 2008

انا والغارات الاسرائليه واللون الازرق

نرجع لحكايه لما كنت فى طريقى الى المدرسه الابتدائيه وبدايه تعلمى للقراءه مما هو مكتوب على جداران نادى سبورتنج واتذكر من ضمن الجمل : اعرف عدوك وما النصر لا من عند الله - عند حدوث غاره اطفئ الانوار- لا تأخذ شئ من الارض وطفل صوره لطفل يلتقط من الارض لعبه والنار مشتعله فى يده لان اسرائيل كانت ترمى متفجرات والغام صغيره على شكل اقلام ومساطر ولعب للاطفال ويقوم الاطفال الابرياء بجمعها من الارض فتشوه ايديهم واجسامهم البريئه
ولقد ولدت فى فتره كان كل شئ فيها ازرق فى المدرسه والبيت. الابواب وزجاج النوافذ واغلفه الكتب لونها ازرق وترام الاسكندريه لونه ازرق وكذلك مياه البحر كانت زرقاء اللون. حتى تخيلت ان اللون الازرق هو اللون الوحيد فى مجموعه الالوان . فانا لم اشاهد غيره فى طفولتى . ولا تتعجب عزيزى القارئ ان اللون الازرق اصبح لونى المفضل فيما بعد. لانه يمثل بالنسبه لى طوق نجاه من غارات سلاح الطيران الاسرائيلى الذى تخصص فى ضرب الاهداف المدنيه
وعند سماع صوت الانذار فى المدرسه كنا نحتمى اسفل تخت الفصل كما كان يطلب منا المدرس
وفى احدى المرات قامت احدى طائرات سلاح الجو الاسرائيلى بتدمير مدرسه اطفال بحر البقر وقتلهم بلا رحمه
اما فى المساء عندما كانت تقوم اسرائيل بالهجوم على السواحل المصريه بطائراتها كانت امى الحبيبه تسرع بمجرد سماع صفاره الانذار وننزل جميعا لبدروم المنزل حيث كان هناك مخصص لكل سكان المنزل للاحتماء من الغارات
وكان الطيران الاسرائيلى يرمى القنابل على اى مكان مضئ فى المساء ولذلك كانت الاضواء هى هدف الطيران الاسرائيلى
وكانت حكومه عبد الناصر تأمر بإطفاء الانوار خلال رجال وشباب الدفاع المدنى الذى يقوم بتأمين الحى معظم الاوقات وفى حالات كثيره كانت حكومه عبد الناصر تقوم بقطع الكهرباء عن احياء كامله وقت وقوع الغارات الاسرائليه. حتى اننى قضيت اوائل المرحله الابتدائيه فى مذاكره دروسى على ضوء الشموع سواء بقصد او بدون قصد من حكومه عبد الناصر