تنظيم التوحيد والجهاد
في عام 2000 قام طبيب الاسنان خالد مساعد سالم من ابناء مدينة العريش وينتمي الي قبيلة السواركه احد اشهر القبائل في سيناء وكان معروفا بتدينه وكان عضوا بجمعية الشبان المسلمين في فترة دراسته بتأسيس هذا التنظيم وهناك معلومات بأن الذي ساعد خالد مساعد في تكوين التنظيم نصر خميس الملاحي حيث كان الاثنان تجمعهما صداقة قوية منذ الصغر وجميع مراحل التعليم الدراسية والتحق نصر خميس بكلية حقوق الزقازيق ثم انضم إليهم سالم خضر الشنوب الذي اصبح بعد ذلك المسؤل العسكري في التنظيم وكان يقوم بتدريب عناصر التنظيم علي الاسلحة وتصنيع القنابل في قرية الفرقة المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء.....في الوقت نفسه كان خالد مساعد يلقي دروسا دينية في مسجد الملايحة بالعريش بعد صلاة العصر يومي الاثنين والخميس وكان نصر خميس يلقي دروسا دينية في مسجد التوفيق بالعريش وتمكنوا خلالها من اقناع وتجنيد كثير من ابناء العريش وسيناء وانضموا اليهم بعض الشباب من مسجد الاوابين في التل الكبير بالاسماعيلية وبعض شباب الجماعات الجهادية في مصر وغزة ....
وسر قوة تنظيم التوحيد والجهاد كانت في طريقة تجنيد افراده حيث يقوم الفرد الذي ينتمي للتنظيم بتجنيد اخوته وابناء عمومته لثقتهم في الروابط
العائلية والقبلية وهذا ساعد علي صعوبة اختراق التنظيم لفترة طويلة بسبب طابع السرية التي يحيطوا انفسهم بها فعلي سبيل المثال قام قائد الجناح العسكري في هذا التنظيم سالم الشنوب بتجنيد اشقائه محمد وعوده وسلامه بالتنظيم بالاضافة الي تقسيم التنظيم الي خلايا عنقودية لاتعرف بعضها البعض واتخاذ كل عضوا اسما حركيا لايعرفه زملاؤه في التنظيم.
ولقد كانت المتغيرات الدولية في المنطفة مثل احداث 11 سبتمبر ومذبحة جنين 2002 من العوامل المساعدة علي تجنيد عناصر كثيرة في البداية ولكن بعد ان تحول التفكير الي صعوبة فتح باب الجهاد للعراق بعد الهجوم الامريكي علي العراق فتم الاكتفاء مبدئيا بالهجوم علي السياح الامريكان والاسرائيلين وايضا السياح المنتمين الي الدول المشاركة في احتلال العراق.
من هنا تنفيذ تفجيرات طابا ونوبيع في 7 اكتوبر 2004 وغيرها من الهجمات الارهابية في سيناء في الاعوام الماضية حتي الاسبوع الماضي عندما قامت منظمات الجهاد بالاشتراك مع تنظيم التوحيد والجهاد بالوقوف مع جماعة الاخوان بعد عزل محمد مرسي وتصريح البلتاجي احد قيادات الاخوان ان الهجمات سوف تبدا من سيناء وفعلا في يوم واحد فقط قامت المنظمات الجهادية باكثر من 65 هجوم ارهابي.
من الصعب التعرف علي كثيرين من اعضاء هذا التنظيم بفعل السرية واسلوب الخلايا العنقودية في التنظيم بالاضافة لقتل مؤسس التنظيم ومساعده وقائد الجناح العسكري ولكن التنظيم متشعب وكل اعضائه يجيد الكر والفر وعلي علم تام بخبيا الاودية والكهوف والطرق الصحراوية في سيناء ولذلك توجد صعوبة في السيطرة عليهم والقبض عليهم من قبل الجهات الامنية.
ويعتبر تنظيم التوحيد والجهاد من اقوي التنظيمات الجهادية الارهابية الموجودة علي الساحة في الوقت الحاضر فهدفهم أقامة امارة الاسلام في شبه جزيرة سيناء وان الجهاد هو الطريق الوحيد لاقامة هذه الامارة الاسلامية وان حكام البلاد كفار لانهم ضد اقامة شرع الله وتطبيق شريعة الله وعلي هذا الخروج عليهم جهاد وواجب شرعي لاقامة امارة الدولة الاسلامية واحياء حلم الخلافة الاسلامية ومن هنا كان تعاطفهم مع الاخوان وعزل مرسي فان كان هناك اوجه اختلاف في بعض المفاهيم فان الايدولجيا والهدف واحد وهذا كان احد الاسباب لكثير من هجماتهم الارهابية في الايام الاخيرة.