Wednesday, July 31, 2013

يارب ارحمنا برحمتك ماهذا الذي يحدث في مصر



يارب ارحمنا برحمتك ماهذا الذي يحدث في مصر



في حادثة بشعة بحي الموسكي بقاهرة المعز قام بعض الباعة الجائلين بمحاصرة محل اولاد البدري لمستحضرات التجميل واشعال النيران بداخله من خلال إلقاء الالعاب النارية والشماريخ وزجاجات المولتوف مما تسبب في مصرع صاحب المحل ونجليه و١٣ اخرين بسبب مشادة نشبت بين صاحب المحل طايع البدري في الساعة  الخامسة عصرا  بسبب قيام ٢ من الباعة الجائلين ببيع العاب نارية امام المحل وتطورت المشادة وقام علي اثرها صاحب المحل باخراج سلاح آلي واطلاق النار بشكل عشوائى مما تسبب في سقوط وقتل عدد ٢ من الباعة الجائلين.

هو ده الارهاب بعينه كل واحد في البلد  دي معه سلاح آلي ولازم  من تشريع بتسليم الاسلحة للاقسام بس في الوقت نفسه الامن ضعيف مش قادر يسيطر علي البلد فتسليم السلاح يتم وفق خطة امنية لرجوع الامن للناس .....الحاجة التانية احنا في شهر رمضان شهر الرحمة ليه الناس الرحمة ضاعت من قلبوهم ليه الهمجية اللي الموجودة في الشعب المصري الان وماكنتش موجودة قبل كده ازاي تحبسوا اسرة كاملة او عمال وزبائن في محل تجميل وتتعمدوا حرقهم احياء اليس بينكم رجل رشيد يامصريين يحترم ارواح الناس المصريين ويقوم بدور الكبير ونزع الفتنة والتصالح بين الجميع ازاي انتوا مسلمين او ادميين دي ابسط معالم الادمية من انسان الي انسان.
هنا في امريكا في البلد اللي انتوا بتقولوا عليهم كفار وطبعا انا اختلف معاكم الناس والجيران بيضحوا بارواحهم من اجل انقاذ الانسان في  اماكن الحرائق وليس فقط الانسان بل الحيوان ايضا مثله مثل الانسان تماما ....يارب ارحمنا برحمتك ماهذا الذي يحدث في مصر....الاسبوع اللي فات برضه حيوانات ادمية  قامت بسكب البنزين علي شاب وخطيبته في الخصوص .....ليه الدم المصري والروح رخيصة بالشكل ده كل واحد يحتك بالاخر من خلال معركة كلامية او مشادة يتحول الجدال  الي قتل او حرق الاخر حيا..... وكيل نيابة  يطلق النار فيقتل اثنين لانهم اصطدموا بسيارته واحدثوا بها تلف كبير ده المفروض انه رجل قانون كيف يصبح من يعمل بالقانون يتصرف كأنسان همجي ولايساعد علي ترسيخ سيادة القانون.
 كانت هناك جنازة لاحد اليهود ومرت علي طريق كان يجلس به رسول الله صلي الله عليه وسلم فقام من مجلسه ووقف وعندما قيل له انها ليهودي فكان ردّ عليه الصلاة  والسلام المعروف اليست هي روح .......اين احترامنا لروح خلقها الله سبحانه واحسن خلقها انا لا اتكلم عن الهمجية الموجودة في رابعة العدواية بل اتكلم علي الهمجية في تعاملتنا مع بعضنا البعض اتكلم عن الهمجية في قتل وسحل اربعة لانهم شيعة والمعزول هو المسؤل عن دمهم لانه اعلن من الصالة المغطاة في الاستاد الجهاد علي سوريا وبشار ومن يسانده وهو حزب الله الشيعي اذن ولي الامر اعطي الضوء لاباحة دماء الشيعة فذهبوا وقتلوا الشيعة المصريين وسحلوهم وعذبوهم كانهم حيوانات وليست ارواح آدمية لها قدسيتها بسبب خلاف علي مذهب في نفس العقيدة اذا  كان المعزول اباح ارقاة الدماء ...وزملاؤ٥ في الجماعة مازالوا يفعلون نفس الشئ علي منصة رابعة العدوية من تحليل  اراقة دماء المصريين كل يوم وقطع طرق وتهديد بالسلاح وترويع المواطنيين   في غياب كامل من اجهزة الدولة الضعيفة ...
من المستفيد من ان يصبح هذا اسلوب حياة من خلال نشر ثقافة الخوف والترويع والقتل وارقاة الدماء وتحويل المجتمع والدولة الي غابة ياكل الكبير فيها الصغير  ويدمره ويبيح دمه وتكفيره هل تحولت  وتاثرت حياة المصريين اصحاب  السبق في الانتاج السينمائى الي  فيلم دموي گئيب من سلسلة افلام السبكي قتل وسحل ومولتوف وزنا محارم وتكفير هل هذا فعلا  واقعنا واخلاقنا هل مصر بها مشكلة سياسية ام اخلاقية ام دينية ام مشكلة هوية ...هل هي مشكلة الخطاب الديني في الكنيسة والمسجد ...هل هي مشكلة اقتصادية بين فقير وغني بين من يملك ولايملك....هل هي ثقافة شعب اصبحت ارقاة الدماء له هي اسلوب حياة واعاشة..هل هي مشكلة تعليم لشعب به اكثر من ١٥  مليون لايعرف القراءة والكتابة ....هل هي مشكلة قيم ومفاهيم تبثهاوتروج لهاوسائل اعلام مضللة...هل هي كل المشاكل السابقة مجتمعة والتي خلقت مجتمع فاسد مريض يصعب علاجه.
لا اعتقد اطلاقا ان الشعب المصري في  عهد الملك فاروق وبعده محمد نجيب كان بهذه الاخلاق انظر الي ثقافة هذا المجتمع من خلال الافلام الجميلة والقيم  الصادقة والشهامة والرجولة ومعدل الجريمة ونوع الجريمة  تكاد لاتذكر  وليست بهذه البشاعة ....
ولقد شاهدت حديث تليفزيوني للسيدة فاتن حمامة وقالت تعقيبا علي هذه الماساه التي نعيشها في مصر بأن ايام فاتن حمامة كان فيه فقر لكن كانت هناك اخلاق..........وياتي عهد عبد الناصر ويقوم صلاح نصر بتجنيد الشعب للتخابر علي بعضهم البعض كله في خلايا عنقودية ضد بعضهم ويصبح الجميع تلقائيا  يخونوا بعضهم البعض...ثم ياتي عهد السادات ويقضي علي الاشتراكية ونظام الدولة المخابراتية الشعبية ويتبني النظام الراسمالي وتتلاشي الطبقة الوسطي ويصبح المصري هدفه الاساسي الطريق الي الثراء وشراء مالذ وطاب .
ثم ياتي المخلوع حسني والذي قرر ان يمضي في سياسة ترسيخ السوق المفتوح والراسمالية وخصصة الشركات الحكومية وعجز المخلوع عن جذب الاستثمارت وزادت البطالة بعد الخصصة لعدم وجود بديل وتحول المجتمع الي الرشوة نتيجة الغلاء  وقلة ذات اليد واصبحت نسبة كبيرة من الشعب الفساد هو الطريق الوحيد  اليومي  لهم للتغلب  ولمواجهة اعباء الحياة واستمر الفساد بين كل فئات المجتمع حتي قامت ثورة٢٥يناير والتي افتخر بالتمهيد والاشتراك بها وتفائل الشعب ولكن سؤء ادارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية ووقوع الشعب في مأزق شفيق او مرسي اضر كثيرا بالثورة لدرجة ان وجود مرسي المعزول لمدة عام في الحكم قسم الشعب المصري وجعله يقتل بعضه البعض من اجل لتر بنزين واهمل في خدمة الشعب وعمل جاهدا علي خدمة الجماعة حتي قام الشعب في ٣٠ يونيو وعزله بمساعدة الجيش لفشله  الذريع لادارة البلاد.
فهل من مخرج لهذه الازمة حتي يستقيم حال الامة ....لابد من تطبيق سيادة القانون واحترام  المواطن للقانون وترسيخ احترام الدولة للجميع من خلال حملات توعية اعلامية وتعليمية في المدارس والجامعات ولابد من عودة الامن والقضاء  علي ثقافة الخوف حتي يتم جذب الاستثمارات والتي سوف تساعد علي ايجاد فرص عمل لهؤلاء الشباب ولابد من تواجد قيادة سياسية تجمع المصريين علي قلب رجل واحد من خلال مشروع استراتيجي  يوفر فرص عمل ويقوم بنقلة كبيرة في تاريخ مصر سواء  خطوط سكك حديدية لكل انحاء او شبكة طرق وكباري في كل مصر ولابد من مراجعة الخطاب الديني في المسجد والكنيسة وترسيخ فكر قبول الاخر احد دعائم الديمقراطية  وغيرها من الحلول ولكن افيقوا يرحمكم الله فان مصر في ازمة ولابد من ان نتحد لانقاذ هذا الوطن حتي يفتخر بنا أبنائنا في الحفاظ  علي امن وامانة الوطن كما فعل اجدادنا ان شاء الله .
حفظ الله مصر والمصريين من كل سوء....
                                                                خالد عبيد

Thursday, July 25, 2013

تنظيم التوحيد والجهاد

   



  تنظيم التوحيد والجهاد
في عام 2000 قام طبيب الاسنان خالد مساعد سالم من ابناء مدينة العريش وينتمي الي قبيلة السواركه احد اشهر القبائل في سيناء وكان معروفا بتدينه وكان عضوا بجمعية الشبان المسلمين في فترة دراسته بتأسيس هذا التنظيم وهناك معلومات بأن الذي ساعد خالد مساعد في تكوين التنظيم نصر خميس الملاحي حيث كان الاثنان تجمعهما صداقة قوية منذ الصغر وجميع مراحل التعليم الدراسية والتحق نصر خميس بكلية حقوق الزقازيق ثم انضم إليهم سالم خضر الشنوب الذي اصبح بعد ذلك المسؤل العسكري في التنظيم وكان يقوم بتدريب عناصر التنظيم علي الاسلحة وتصنيع القنابل في قرية الفرقة المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء.....
في الوقت نفسه كان خالد مساعد يلقي دروسا دينية في مسجد الملايحة بالعريش بعد صلاة العصر يومي الاثنين والخميس وكان نصر خميس يلقي دروسا دينية في مسجد التوفيق بالعريش وتمكنوا خلالها  من اقناع وتجنيد كثير من ابناء العريش وسيناء وانضموا اليهم بعض الشباب من  مسجد الاوابين في التل الكبير بالاسماعيلية وبعض شباب الجماعات الجهادية في مصر وغزة ....
وسر  قوة تنظيم التوحيد والجهاد كانت  في طريقة  تجنيد افراده حيث يقوم الفرد الذي ينتمي للتنظيم بتجنيد اخوته وابناء عمومته لثقتهم في الروابط
العائلية والقبلية وهذا ساعد علي صعوبة اختراق التنظيم لفترة طويلة بسبب طابع السرية التي يحيطوا انفسهم بها فعلي سبيل المثال قام قائد الجناح العسكري في هذا التنظيم سالم الشنوب بتجنيد اشقائه محمد وعوده وسلامه بالتنظيم بالاضافة الي  تقسيم  التنظيم الي خلايا عنقودية لاتعرف بعضها البعض واتخاذ كل عضوا اسما حركيا لايعرفه زملاؤه في التنظيم.
ولقد كانت المتغيرات الدولية في المنطفة مثل احداث  11 سبتمبر ومذبحة جنين 2002 من العوامل المساعدة علي تجنيد عناصر  كثيرة في البداية  ولكن بعد ان تحول التفكير الي صعوبة فتح باب الجهاد للعراق بعد الهجوم الامريكي علي العراق فتم الاكتفاء مبدئيا بالهجوم علي السياح الامريكان والاسرائيلين وايضا السياح المنتمين الي الدول المشاركة في احتلال العراق.
من هنا تنفيذ تفجيرات طابا ونوبيع في 7 اكتوبر 2004 وغيرها من الهجمات الارهابية في سيناء في الاعوام الماضية حتي الاسبوع الماضي عندما قامت منظمات الجهاد بالاشتراك مع تنظيم التوحيد والجهاد بالوقوف مع جماعة الاخوان بعد عزل محمد مرسي وتصريح البلتاجي احد قيادات الاخوان ان الهجمات سوف تبدا من سيناء وفعلا في يوم واحد فقط قامت المنظمات الجهادية باكثر من 65 هجوم ارهابي.
من الصعب التعرف علي كثيرين من اعضاء هذا التنظيم بفعل السرية واسلوب الخلايا العنقودية في التنظيم بالاضافة لقتل مؤسس التنظيم ومساعده وقائد الجناح العسكري ولكن التنظيم متشعب وكل اعضائه يجيد الكر والفر وعلي  علم تام بخبيا الاودية والكهوف والطرق الصحراوية في سيناء ولذلك توجد  صعوبة في السيطرة عليهم والقبض عليهم من قبل الجهات الامنية.
ويعتبر تنظيم التوحيد والجهاد من اقوي  التنظيمات   الجهادية الارهابية الموجودة علي الساحة في الوقت الحاضر فهدفهم أقامة امارة الاسلام في شبه جزيرة سيناء وان الجهاد هو الطريق الوحيد لاقامة هذه الامارة الاسلامية وان حكام البلاد كفار لانهم ضد اقامة شرع الله وتطبيق شريعة الله وعلي هذا الخروج عليهم جهاد وواجب شرعي لاقامة امارة الدولة الاسلامية واحياء حلم الخلافة الاسلامية ومن هنا كان تعاطفهم مع الاخوان وعزل مرسي فان كان هناك اوجه اختلاف في بعض المفاهيم فان الايدولجيا والهدف واحد وهذا كان   احد الاسباب لكثير من هجماتهم الارهابية في الايام الاخيرة.

Wednesday, July 24, 2013

الخطة بدر 

الخطة بدر
خطة الجناح العسكري للاخوان المحتملة بالتعاون مع بعض الحركات الجهادية مثل جماعة التوحيد والجهاد في سيناء وبعض الخلايا النائمة لهم في انحاء مصر ..
هم يعتقدون ان حكام المسلمين الذين يرفضون تطبيق شريعة الله كفار يجب الخروج عليهم والجهاد هو الطريق الوحيد لاعادة الخلافة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية وقتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الاسلام واجب شرعي .
الهدف هو اثارة فوضي وانفلات امني بهدف استعادة الرئيس المعزول الي الحكم
ميعاد الخطة بدر بعد الخميس بعد صلاة العشاء يعقبها الدعوة لمليونية يوم الجمعة ١٧ رمضان ذكري موقعة بدر والتي نصر الله فيها المسلمين علي كفار قريش
الخطة تتشابه الي حد كبير لخطة حرق القاهرة الكبري منذ ٦٠ عاما
الهجوم علي بعض المنشات الرسمية للدولة والتي ليس بها تامين امني كبير
الهجوم علي بعض المولات التجارية الكبيرة في وسط البلد
الهجوم علي بعض محطات الكهرباء لاحداث ظلام دامس في البلد
الهجوم علي بعض مراكز واقسام الشرطة
الهجوم علي بعض معسكرات الاعاشة لجنود الامن المركزي
الهجوم علي بعض محطات مترو الانفاق
الهجوم علي بعض قطارات الصعيد باطلاق نيران كثيفة ساعة التحرك من خلال مرورها بالاماكن الزراعية
الهجوم علي بعض مراكز خدمة الوقود لاحداث حرائق متعددة ومتفرقة تفقد الشرطة اتزانها
هذا هو اسلوبهم في التعامل وفكرهم الجهادي للسيطرة علي البلد وترويع المواطنين و تحقيق الانفلات الامني واثارة الفوضي حتي يفقد الجيش والشرطة دعم المواطنين لعدم احساسهم بالامن والامان من خلال وجود عنا صر ارهابية ترتدي زي الجيش وتقوم باطلاق النار عشوائيا علي المواطنين ثم تقوم هذه العناصر بتصوير هذه الحرائق وارسالها الي القنوات التابعة لهم كالجزيرة وبعض القنوات الموالية لهم ليتم اخذ غطاء دولي لعنفهم وتحقيق هدفهم .

ان شاء الله بنزول المصريين واتحادهم ضد الارهارب وحمايةوطنهم والحيلولة دون وقوع مصر في نفس سيناريو الصومال وسوريا وافغانستان حفظ الله شعب مصر وارض مصر يلا يامصري انزل من بيتك الصغير ودافع عن بيتك الكبير ضد الارهاب بجميع اشكاله.

Tuesday, July 23, 2013

أنــــا و الجماعة الاسلامــيـــــــــة



   أنــــا و الجماعة الاسلامــيـــــــــة
                                                                               شاهد علي الاحداث
يوم وقفة العيد كان لها طعم خاص فهي  فرصة  لي للسهر مع اصدقائى حتي الفجر ثم نصلي الفجر وبعد الصلاة نخرج في مجموعة تكون النواة الاولي  لاكبر مسيرة لكثير من المجموعات تنضم الينا من مساجد مختلفة في حي سيدي جابر وكليوباترا لاداء صلاة العيد في الخلاء  بالاستاد الرياضي يمنطقة الشاطبي وكان منظم المجموعة الاخ الاكبر لاقرب اصدقائي يرتدي جلباب ابيض ولحيته كثيفة يتحدث بصوت مهذب وكان امام في زاوية وله اصدقاء يلبسون نفس الملبس ويطلقون عليه لقب امير ...ففي اوائل السبعينات نشأت جماعة في الجامعات المصرية تدعوا الي الجهاد كفريضة غائبة  عن حياة المسلمين اتخذوا اسم الجماعة الاسلامية .....واعتبرت الجماعة الاسلامية ان الجهاد هو الطريق الوحيد لاعادة الخلافة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية وتعتبر ان حكام المسلمين الذين يرفضون تطبيق شريعة الله كفار يجب الخروج عليهم.... وهي تختلف عن جماعة الجهاد من حيث الشكل التنظيمي واسلوب الدعوة .
وبداية لقب الامير ظهر عندما اتسعت قاعدة الجماعة بين الطلبة والطالبات فتكون من داخل كل كلية مجلس شوري وعلي رأسه امير  وينتهي الي مجلس شوري الجامعات علي راسه الامير العام (امير امراء  الجماعة الاسلامية).... وكانت الفترة الذهبية لهم بعد حرب رمضان 1393 اكتوبر 1973 حيث فازوا في معظم انتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات وتعدي نشاط الجماعة الاسلامية من اقامة المؤتمرات والندوات والمعسكرات الي خارج اسوار الجامعة  للمشاركة في حل مشاكل المصريين اليومية خاصة بعد معاهدة كامب ديڤيد وزيارة شاه ايران وزيارة بعض من الوزراء  الاسرائيلين كأتجاه للتطبيع مما شجع الجماعة وقتها علي توزيع المنشورات واقامة المسيرات والمؤتمرات خارج وداخل الجامعة لاستنكار  توجهات الحكومة  ومطالبتها بتطبيق الشريعة الاسلامية.
من هنا اسرعت الحكومة واصدرت لائحة جديدة لاتحادات الطلاب تعرف بلائحة 1969 والتي قيدت الحركة الطلابية ثم قامت بعدهابمطاردة قيادات الجماعة والاعضاء البارزين وفصلهم من الجامعات...........نتيجة لهذه الملاحقات الامنية التقي كرم زهدي عضو مجلس شوري الجماعة بالمهندس  محمد عبد السلام فرج احد اعضاء فصائل تنظيم الجهاد وصاحب كتاب الفريضة الغائبة .....وشرح لكرم زهدي ان الحاكم قد كفر ووجب الخروج عليه وخلعه وعرض عليه اتحاد الجماعتين لاقامة الدولة الاسلامية.....وقام كرم زهدي  بعرض الفكرة علي مجلس شوري الجماعة في الصعيد والذي يرأسه الدكتور ناجح ابراهيم فوافق علي ان يكون هناك مجلس شوري عام ومجلس شوري القاهرة وان يتولي امارة الجماعة أحد  العلماء الذين لهم مواقفهم الثابتة ضد الحاكم وتم اختيار الدكتور
عمر عبدالرحمن الذي سبق اعتقاله اثناء حكم عبد الناصر ..
وعندما كان السادات يحتفل بانتصارات اكتوبر بمدينة نصر قام الرقيب متطوع القناص حسين عباس محمد بطل الرماية وصاحب الرصاصة الاولي القاتلة والملازم اول احتياط عطا طايل حميده والملازم اول خالد احمد شوقي الاسلامبولي بقتل السادات ولقد تم القبض عليهم ونسب اليهم ايضا محاولة الاستيلاء
علي مبني الاذاعة والتلفزيون وبعض المنشآت الحيوية وقدموا للمحاكمة وحكمت عليهم بالاعدام رميا بالرصاص وتم القبض علي زميلهم المهندس محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب الفريضة الغائبة بالاعدام شنقا ومعهم المقدم عبود الزمر  الضابط بسلاح المخابرات الحربية والذي حكم عليه باربعين سنة فيما عرف بقضية  تنظيم الجهاد....
وتم اعتقال عمر عبد الرحمن   بتهمة الافتاء بقتل السادات وامارة الجماعة الا ان المحكمة برأته من التهمتين ....وظل بمصر مشاركا بالمؤتمرات يدعوا الشباب
للجهاد والخروج علي الحاكم وتم اعتقاله العديد من المرات وتحديد اقامته بمنزله بالفيوم بعد ان اتهمته مباحث امن الدولة بتحريض المصليين للتجمهر بعد صلاة الجمعة ولكن المحكمة برآته وظل بمصر فترة حتي سافر الي امريكا بدعوي من بعض الخلايا الناشطة وعدد من اتباعه واتبع نفس المنهج الدعوي للجهاد في بروكلين وكوينز وصليت الجمعة وسمعته بنفسي يتكلم عن الجهاد ويدعوا له خاصة في مسجد ابي بكر الصديق في بروكلين وينسب له الافتاء بقتل الكاتب فرج فودة ومحاولة تفجير مركز التجارة العالمي  الاولي وهو يقضي الان عقوبة السجن مدي الحياة باحدي السجون الامريكية ووعد المعزول الزمر وعبد الماجد بالوساطة لدي  اوباما للافراج عنه .
في اكتوبر 1981 اقام مجموعة افراد من الجناح العسكري للجماعة الاسلامية بمهاجمة مديرية امن اسيوط ومراكز الشرطة ودارات بينهم وبين قوات الامن المصرية معركة قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة وانتهت بالقبض علي الدكتور  ناجح ابراهيم وكرم زهدي وعصام درباله في القضيةالمشهورة بتنظيم الجهاد وحكم عليهم بالاشغال الشاقة المؤبدة ..
اعيد تكوين تنظيم الجماعة مرة اخري في 1984بعد الافراج عن بعض اعضاء الجماعة من غير المتهمين  في  قضايا التنظيم برئاسة محمد شوقي الاسمبولي وزاد نشاطها الدعوي مستغلة ماحدث في عام 1981 اعلاميا لصالحها ولكن سرعان مالبثت ان بدات في الدعوة للخروج علي الحاكم وقتال الطائفة الممتنعة عن اقامة شرائع الاسلام وبدات الشرطة بالاصطدام بهم والقبض علي الكثير منهم وتعرضهم للتعذيب وفي بعض الاحيان التصفية الجسدية مما اوجد سلسلة  عنف راح ضحيتها الكثير  من الجنود والظباط وافراد من  الجماعة ...
مما سبق يتضح ان افكار الجماعة الاساسية هي خلع الحاكم الكافر الذي لايتبع شرع الله  وقتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الاسلام واقامة دولة الخلافة الاسلامية وان الجهاد هو الدواء  الناجح لاعادة الخلافة الاسلامية وان افكار واراء عمر عبد الرحمن   المتطرفة وضعته لاخر العمر في السجون الامريكية بالرغم من انهابراءته في مصر رغما من ان مصر تدفع ثمنا باهظا من تاثير هذه الاراء علي امن ومستقبل مصر حتي وقتنا الحاضر.

Wednesday, July 10, 2013

  ان التخابر مع دولة اجنبية  والاستقواء بالاجنبي هي جريمة بكل المقايس يجب ان يحاسب عليها باقصي العقوبة  كل من يتم تورطه بالمشاركة والتنفيذ ضد وطنه الام  


القصة الحقيقية للجاسوسة هبة سليم وماذا فعل معها الموساد



تمثل قصه حياة الجاسوسه هبه سليم القصه الحقيقه لفيلم الصعود الي الهاويه وهي من أكثر ملفات الجاسوسية في المخابرات المصرية إثارة وخطورة يطل ملف الجاسوسة هبة سليم، كواحد من أشهر هذه الملفات، ليس فقط باعتبار أن
المعركة التي دارت بين جهاز المخابرات المصري ونظيره “الإسرائيلي” “موساد”،كانت الأشرس بين الجهازين خلال تلك الفترة التي جرت فيها وقائع تلك القصة والتي استبقت حرب اكتوبربسنوات قليلة وإنما لكون “هبة” هي أول جاسوسة عربية، نجحت
أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” في تجنيدها الثابت في ملفات جهاز المخابرات المصري أن هبة سليم
عملت لمصلحة جهاز “موساد” “الإسرائيلي”، ليس من أجل المال، وإنما من أجل وهم كبير سيطر على عقلها، وخدعة أكبر تملكت وجدانها، صورت لها “إسرائيل” في صورة “دولة عظمى لا تقهر”.في المقابل كانت هبة سليم تمثل بالنسبة
لجهاز الاستخبارات “الإسرائيلي” الكثير، لذلك لم يكن غريبا أن تبكي جولدا مائير حزناً على مصير فتاتها المفضلة،
التي وصفتها ذات يوم بقولها: “لقد قدمت ل”إسرائيل” من الخدمات، أكثر مما قدم زعماء “إسرائيل” أنفسهم”.
والثابت أيضا أنه مثلما بدأت قصة هبة سليم على نحو مثير، انتهت بصورة أكثر إثارة، حيث صدر
الحكم بإعدامها ونفذ في دقائق، بعدما بدأت الضغوط “الإسرائيلية” تتزايد على القاهرة لاطلاقها، لدرجة توسط فيها وزير الخارجية
الأمريكي حينذاك “هنري كيسنجر” لدى صديقه الرئيس السادات لتخفيف الحكم عليها،في وقت كان الأخير يخطط فيه لمعاهدة كامب ديفيد، وقد تنبه السادات لذلك،فأمر بإعدامها 



البداية كانت في نادي الجزيرةمثل أي فتاة مصرية من الطبقة الراقية عاشت هبة عبد الرحمن سليم عامرحياة مرفهة، في بيت أسرتها الفاخر الكائن في ضاحية المهندسين الراقية، غير عابئة بما كانت تمر به مصر خلال فترة
الستينات من تحولات.ومثل غيرها من بنات تلك الطبقة، راحت الفتاة الجميلة تقضي معظم وقتها في نادي “الجزيرة” الشهير، وسط مجموعة من صديقاتها اللاتي لم يكن يشغلهن حينذاك، سوى الصرعات الجديدة في الملابس،
ومغامرات بعضهن وقصصهن العاطفية الملتهبة في أروقة النادي العريق. لم تكن هبة قد جاوزت العشرين من عمرها عندما وقعت نكسة عام ،1967 وكانت قد حصلت على شهادة الثانوية العامة،فألحت على والدها الذي
كان يعمل وكيلا لوزارة التربية والتعليم، في السفر   الي   باريس لإكمال تعليمها الجامعي، إذ كانت الغالبية العظمى من أبناء تلك الطبقة
لا يلتحقون بالجامعات المصرية، ويفضلون الجامعات الأوروبية عليها. أمام ضغوط الفتاة المدللة، وافق الأب من دون أن يخطرعلى باله ولو للحظة واحدة، ما سوف تتعرض له ابنته في فرنسا، ليس بسبب حاجز اللغة،
 حيث كانت هبة قد درست الفرنسية منذ طفولتها، وإنما بسبب ما كان ينتظرهاهناك من شرك لم تقو على مقاومة السقوط فيه،فكان سقوطا مريعا وصادما.في فرنسا وجدت هبة سليم ما كانت تنشده من حرية،وفي مدرجات الجامعة
كان الاختبار الأول لتلك الحرية المنشودة عندما تعرفت إلى فتاة يهودية من أصول بولندية
دعتها ذات مساء لسهرة في منزلها، لتجد نفسها فجأة أمام عدد من الشبان اليهود الذين تعجبوا من قبولها الدعوة
في بادئ الأمر، لكنهم سرعان ما راحوا يمطرونها بآيات الغزل، باعتبارها “مصرية جريئة ومتحررة
لا تلتفت لحالة الحرب التي يعيشها بلدها،وتؤمن بالحرية إلى أقصى مدى”. لم يكن الشاب اليهودي الذي كان في حقيقته ضابط مخابرات “إسرائيلي”، بحاجة إلى مجهود كبير لينجح في تجنيد هبة حيث كانت المناقشات الدائرة منذ فترة قد آتت ثمارها سريعاوباتت المصرية
الغارقة حتى أذنيها في وهم الحرية الغربية تنظر بإيمان عميق إلى “إسرائيل” باعتبارها واحة الديمقراطية والحرية الجديدة،
 لذا لم يكن أمام الضابط الوسيم سوى أن يشعل الفتيل مرة واحدة، ويؤكد لها أن تلك الدولة الديمقراطية الحرة القوية،
قادرة بكل تأكيد على “حماية أصدقائها” بل وباستطاعتها بسهولة شديدة أن تنقذهم من أي خطر يتعرضون له، في أي مكان في العالم.
كان فاروق عبد الحميد الفقي يعمل ضابطا في الجيش المصري وسقط في غرام هبة منذ شاهدها لأول مرة بصحبة عدد من صديقاتها
في النادي، لكن الفتاة المتحررة كانت غير راغبة في الارتباط به حيث كان بالنسبة لها شابا عاديا لا يملك من مقومات فتى أحلامها شيئا. غرام في النادي عندما روت هبة ذات يوم لضابط الموساد “الإسرائيلي” عن الضابط فاروق، ومطارداته الساذجة لها في أروقة النادي وعبر هاتف بيت أسرتها، كاد يطير من الفرح بذلك الصيد الثمين ولم لا وقد تغيرت الخطة، فبدلا من أن ينحصر دور هبة في اللعب بأدمغة الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية المختلفة بات من الممكن أن تلعب دورا أكبر وأهم، ولم يضيع ضابط الموساد وقتا ولم تمر سوى أيام معدودات حتى رسم لها خطة لاصطياد فاروق وتجنيده بأي ثمن، حتى لو كان هذا الثمن هو خطبتها له.
عادت هبة إلى القاهرة، وراحت تتردد على نادي الجزيرة مجددا، وتسأل صديقاتها الذين تعجبوا كثيرا لآرائها المتحررة للغاية
عن فاروق، الذي ظهر بعد فترة قليلة غير مصدق أن الفتاة التي طالما تمناها لنفسه تبحث عنه.
لم يصدق الضابط العاشق نفسه عندما فاجأته هبة ذات يوم بدلال مصطنع بسؤال حول مصير علاقتهما التي بدأ الناس
يتحدثون عنها، فأخبرها فاروق انه يتمناها زوجة له منذ فترة وأنه على استعداد لأن يذهب ليطلب يدها من أسرتها فورا
فارتسمت على وجه هبة ابتسامة انتصار عريضة.

   
كان فاروق دائم التغيب لفترات، وكانت تلك الفترات فرصة لشجار مفتعل تمكنت من خلاله هبة أن تحصل
على بعض المعلومات الأولية عن طبيعة عمل خطيبها العاشق وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها أنه يخرج في مهمات عسكرية
على جبهة القتال، لتنفيذ مواقع جديدة لصواريخ حصلت عليها مصر سرا من روسيا، سيكون لها دور فعال
في قطع يد “إسرائيل” إذا ما فكرت في العدوان على مصر. معلومات خطيرة للغاية
كان فاروق يشعر أمام ثقافة هبة الفرنسية الرفيعة ووجهات نظرها شديدة التحرر بنقص شديد،
راح يعوضه بالتباهي أمامها بأهمية عمله، وهبة من جانبها تسخر مما يقول حتى كانت المفاجأة التي لم تتوقعها ذات يوم، عندما دعاها
إلى بيته وتحدث معها في أدق الأسرار العسكرية قبل أن يفاجئها بعدد من الخرائط العسكرية الخطيرة التي
كان يحملها في حقيبة خاصة، ويشرح لها بالتفاصيل أماكن المواقع الجديدة.أرسلت هبة ما حصلت عليه من معلومات من فاروق
إلى باريس حيث ضابط الموساد الذي يتولاها برعايته وأرسل هذه المعلومات من فوره إلى تل أبيب التي سرعان
ما توصلت إلى صحة هذه المعلومات وخطورتها فطلبت من رجلها في فرنسا أن يوليها اهتماما كبيرا،
باعتبارها عميلة فوق العادة. ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى تلقت هبة التعليمات الجديدة
والتي تمثلت في العمل بكل الطرق للحصول على طبيعة تسليح هذه المواقع، والمواد المستخدمة في بناء قواعد الصواريخ
ومواقعها التبادلية المقترحة كانت التعليمات الجديدة تقتضي أن تسافر هبة إلى باريس
على وجه السرعة، فسافرت بعد أن تحججت لخطيبها العاشق بإنهاء أوراق رسالتها للدكتوراه، بينما كانت تحمل في مفكرتها الصغيرة
صفحات دونت فيها معلومات غاية في السرية والأهمية لدرجة حيرت ضابط المخابرات “الإسرائيلي” الذي سألها صراحة
كيف تستطيع الأم الكبيرة مكافأتك على هذه المعلومات الخطيرة؟ وكانت الإجابة تتمثل في عشرة آلاف فرنك فرنسي
حملها ضابط الموساد إلى هبة قبل أيام من عودتها إلى القاهرة مع وعد بمبالغ أكبر وحياة رغدة في باريس، لكن هبة رفضت النقود بشدةوقبلت فقط أن تعيش الحياة الرغدة، لتقضي ثلاثة اشهر على نفقة الموساد في
العاصمة الفرنسية قبل أن تعود إلى القاهرة مجددا بالتكليفات  الجديدة، التي كانت تتمثل في تجنيد خطيبها الضابط بالجيش المصري.
فوجئ المقدم فاروق الفقي بالطلب الذي نزل على قلبه كالصاعقة بينما كانت هبة تموء مثل قطة وهي تعبث في خصلات شعره
وانتفض فاروق من رقدته لكنه فهم بعد لحظات من الصمت العميق أنه لم يعد باستطاعته أن يتراجع.
كانفاروق قبل ذلك بساعات قد فوجئ بفرط جرأة هبة معه عندما طلبت منه أن يصطحبها إلى منطقة هادئة بسيارته
لكن السيارة لم تكن مناسبة لتنفذ الفتاة المتحررة ما كانت تخطط له فطلبت من فاروق أن يذهبا إلى شقته.
كاد عقل فاروق يطير وهو يرى حلمه يتحقق، هبة ترقد إلى جواره وكانت الرغبة قد أعمت قلبه فلم يشعر بكارثة السقوط،
ليكتشف بعدما أفاق من سكرة العشق أنه صار عميلاً للموساد نجحت هبة بمساعدة فاروق في الحصول على وثائق وخرائط عسكرية
غاية في الخطورة عن منصات صواريخ “سام 6” المضادة للطائرات وفيما كانت الأنباء السارة تنهمر على تل أبيب كان جهاز المخابرات المصري يبحث عن حل للغز الكبير، والذي كان يتمثل في تدمير مواقع الصواريخ الجديدة
أولاً بأول بواسطة الطيران “الإسرائيلي”، وحتى قبل أن يجف البناء، وكانت المعلومات كلها تشير إلى وجود “عميل عسكري”
يقوم بتسريب معلومات سرية جداً إلى “إسرائيل”. زيارة إلى “إسرائيل”مستغربة انتقلت هبة إلى باريس للحصول على مكافأتها الكبرى
وهناك عرض عليها ضابط الموساد زيارة “إسرائيل”ووصفت هبة فيما بعد تلك الرحلة مشيرة إلى أن طائرتين حربيتين
رافقتا الطائرة التابعة لطيران العال التي أقلتها إلى تل أبيب عندما دخلت المجال الجوي “الإسرائيلي” كحرس شرف تحية لها، في إجراء
لا يتم إلا مع الرؤساء والملوك فقط.في مبنى الموساد كان هناك استقبال أكبر، فقد كان في استقبال هبة جولد مائير و عاميت رئيس جهاز الموساد
حينذاك، حيث أقيم حفل استقبال ضخم، انتهى إلى مفاجأة عندما  وجدت هبة نفسها أمام مدخل مكتب فخم واصطف
على الطريق المؤدي إليه عشرة من كبار الجنرالات يؤدون التحية العسكرية، قبل أن تفاجأ بأنها وجها لوجه
أمام جولدا مائير شخصيا، التي قدمت هبة إلى الجمع قائلة: “أيها السادة إن هذه الآنسة قدمت ل”إسرائيل”
خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعا”.بعد عدة أيام عادت هبة إلى باريس وزاد يقينها بأن “إسرائيل”
جنة يريد العرب تدميرها، بينما كان البحث لا يزال جاريا في القاهرةعن الجاسوس الغامض، حتى اكتشف الأمر أحد
مراقبي الخطابات الصادرة إلى الخارج في قسم تابع للمخابرات المصرية.كان الخطاب موجها من فاروق إلى هبة، وكانت سطوره تفيض بالعواطف الجياشة، لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي تمثل في عبارة كتبها مرسل الخطاب تقول إنه “قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده”وكان عصر إيريال الراديو قد انتهى.انقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة
وتشكلت لجان من أمهر الرجال، مسحت شوارع حي الدقي حيث كان يقيم فاروق، حتى عثر أحد أفراد فرقة البحث على
جهاز الإيريال فوق إحدى البنايات، ليكتشف ضباط المخابرات أن الشقة التي يصل إليها سلك الإيريال تخص ضابطا
يعمل وقتها مديراً لمكتب إحدى القيادات المهمة في الجيش وكان هو نفسه المقدم فاروق عبدالحميد الفقي.
كان فاروق في تلك الأثناء في مهمة عسكرية بعيدا عن القاهرة وعندما عاد إلى مكتبه، كان نائب مدير المخابرات الحربية
في انتظاره، يجلس خلف المكتب، فارتجف فاروق من الرعب،وقال في الحال: “أنتوا عرفتوا؟”.

(اعترافات في مبنى المخابرات)
في التحقيقات التي أجريت في مبنى المخابرات المصرية اعترف فاروق بما حدث، وكيف جندته خطيبته،
لكنه قال إنه لم يكن يعلم أن المعلومات التي قدمها لها كانت ستفيد العدو، وقدم فاروق سريعا للمحاكمة العسكرية
التي قضت بإعدامه رميا بالرصاص، لكن جهاز المخابرات كان له رأي آخريتمثل في استثمار ما يضعه جهاز الموساد “الإسرائيلي”
من ثقة في فاروق وشريكته، فطلب من فاروق أن يستمر في نشاطه خاصة أن هبة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.
اقتيد فاروق إلى مكان خاص بالمخابرات المصرية، وخضع لسيطرة نخبة من الضباط تولت توجيهه، ليتم إرسال رسائل بواسطة جهاز اللاسلكي من صنع المخابرات الحربية، تم توظيفها بدقة ضمن مخطط للخداع فيما تواصل الاتصال مع هبة بعد القبض على فاروق لمدة شهرين، قبل أن تقرر المخابرات المصرية استدراج هبة إلى القاهرة بهدوء، حتى لا تنجح في الهرب إلى “إسرائيل” إذا ما اكتشفت الأمر.
(خطة القبض علي هبة)
كانت خطة القبض على هبة تتضمن أن يسافر ضابطان كبيران من جهاز المخابرات إلى ليبيا لمقابلة والد هبة الذي
كان يشغل وظيفة كبيرة هناك، وإقناعه بأن ابنته تورطت في عملية خطف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة
الفرنسية على وشك القبض عليها، وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل
هذه العمليات الإرهابية، وطلب الضابطان من والد هبة أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية.
أرسل الوالد برقية عاجلة لابنته فجاء ردها سريعا ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس، حيث إنها حجزت له في أكبر
المستشفيات هناك، وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار، فقامت المخابرات المصرية بالتنسيق مع نظيرتها الليبية التي
قامت بحجز غرفة في مستشفى طرابلس للأب، الذي أرسل مجددا لابنته يخبرها بعدم قدرته على السفر إلى باريس لصعوبة حالته.
تأكدت المخابرات “الإسرائيلية” من صحة البرقية بأن أرسلت شخصين للتأكد من وجود والد هبة في المستشفى الليبي
وعندها فقط سمح لها بالسفر على متن طائرة ليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.عندما نزلت هبة عدة درجات من سلم الطائرة
 في مطارطرابلس   مصريين في انتظارها، صحباها إلى حيث تقف طائرة مصرية على بعد عدة أمتار، فسألتهما:
إحنا رايحين فين؟
فرد أحدهما: المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت: هو فين؟.
فقال لها: في القاهرة.
صمتت برهة ثم سألت: أمال أنتم مين؟
فقال: إحنا المخابرات المصرية

(أسرع تنفيذ لحكم بالإعدام)
مثلت هبة سليم أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها بل إنها تقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة لكن التماسها رفض  وأعدم فاروق الفقي بيد قائده بعد شنق هبة سليم بأيام ونفذ حكم الإعدام فيها بطريقة لم تحدث من قبل، وكان وقتها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي قد حضر إلى أسوان
لمقابلة الرئيس السادات، في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر وفوجئ السادات به يطلب منه
بناء على رغبة شخصية من جولدا مائير أن يخفف الحكم على هبة سليم، التي كانت تقضي أيامها في أحد السجون المصرية.
وفطن السادات أن الطلب سيكون بداية لطلبات أخرى ربما تصل إلى درجة إطلاق سراحها، فنظر إلى كيسنجر
في دهاء شديد قائلاً: “تخفيف حكم؟.. لقد أعدمت”. وعندما سأل كيسنجر في استغراب: “متى؟”مستغربة.
رد السادات دون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية الذي كان يقف على بعد خطوات وكأنه يصدر له الأمر: “النهارده
أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل.
وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته
خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما
كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية. .وما يتبع في مثل هذه الأحوال. . فقد رفع طلبه الى وزير الدفاع "الحربية"
الذي عرض الأمر على الرئيس السادات "القائد الأعلى للقوات المسلحة فوافق فوراً ودون تردد.
وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن.. لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء. . يسترجع في شريط سريع تسع سنوات مرت عليهما في مكتب واحد. . تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل. . وبعضها تتلألأ خلاله
ومضات الأمل قادمة من بعيد. . الأمل في الانتصار وبينما كان يخطط لحرب
أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء..لا أحد يعرف ماذا قال القائد له. . وماذا كان رد الضابط عليه. . لا أحد يعرف. هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟.
.