Thursday, July 29, 2010

التغــــير ودرب المهـــابيل

التغــــير ودرب المهـــابيل
فى احد المشاهد الكوميديه لافلام عبد السلام النابولسى عندما سائق للتاكسى، يقوم شخص لابس للبيجاما بالجرى على التاكسى وفتح الباب ويطلب من النابولسى الذى هو فى قمة انا قته ويرتدى زى رسمى ان يقوم هذا الشخص المتخلف الذى يلبس بيجاما بان يركب التاكسى ويرفض النابولسى توصيله ويعطيه
درس فى ان البيجاما لغرفة النوم فقط وليست للخروج والتنزه بها فى الشوارع
وعندما اشاهد هذا المشهد الكوميدى اضحك ولكنه له دلاله اخرى تتعلق بحال مصر الآن. وهو أن الشعب من يرتدى البيجاما والتاكسى هو قطار الديمقراطيه وسائق التاكسى هو حسنى مبارك الحاكم بامر الله . المشكله هى ان كيف لشعب لا يملك قوت يومه ويطلب الركوب فى تاكسى الديمقراطيه ومن اعطى سائق التاكسى الحاكم بامر الله الحق فى ان يمنح الديمقراطيه على خطوات وليست دفعه واحده او يمنحها بحجه ان الشعب غير مستعد للتغير مره واحده بل على مراحل واننا نحب ان نمشى ولا نركب التاكسى
السؤال لماذا لا يتحرك الشعب ويطالب بحقه فى ركوب التاكسى بل اصبج كل تفكير الشعب هو ليس شراء حذاء او بدله بدلا من البيجاما بل شراء طعام له ولاسرته فقط . فاصبح كل طموح الشعب فى كيف يأكل وبماذا يأكل واصبحت مصر دوله متخلفه ترتدى البيجاما وفى بعض الاحيان عندما نقوم بغسل البيجاما تصبح أمه عاريه تماما وكلها ازمات من طوابير العيش وازمات مياه الشرب فى معظم المحافظات فى دوله يمر بها اطول انهار العالم وبطاله فى كل بيت وصلت اكثر من 12 مليون مصرى وعنوسه بلغت 15 مليون فتاه مصريه وانتحار من اكثر 4000 فتاه العام الماضى فقط بسبب فقدان الامل فى الزواج وحياه سعيده وسرقة اراضى دوله وتوزيعها على الاقارب والاولاد وميزانيه جيش لا نعلمها من عام 1952 وحكم عسكرى مركزى فى البلد كلها من رئيس الجمهوريه وهو رجل عسكر والمحافظين كلهم ظباط فى الجيش او الشرطه ومشكله مرور فى البلد فشلت الحكومه العسكريه فى حلها وشعب يعانى 13% من سكانه امراض الكبد ولا يوجد علاج مجانى صحى لهم وانهيار نظام التعليم الحكومى مما جعل الاسره المصريه تنفق 15 مليار جنيه سنويا على الدروس الخصوصيه وتتخضم الدين المحلى الى اكثر من 600 مليار جنيه وفشل فى علاج مشكله انفلونزا الطيور ومشروع فاشل اسمه توشكى لمده12 عام صرفت الحكومه حوالى 7 مليار جنيه ولم نجنى اى ثمار من المشروع .
وهكذا اخذ حسنى مبارك البيجاما من الشعب المصرى وجعله عارياً تمام فى اكثر من 30 عاماً حاكماً لمصر والسؤال المحير الذى يفرض نفسه. ماذا بقى بعد كل هذا الذل والعار والتخلف والفقر وماذا يجرى فى دماغ وعقل المواطن المصرى ولماذا يرضى بهذا ولا يقوم بتطرد وعزل سائق التاكسي . فالمهم ان نركب تاكسى الديمقراطيه ولا نقوم بدور المتفرج ويقوم الشعب بقيادة هذا التاكسى الذى فشل فرعون مصر حسنى مبارك ان يسير به فى الطريق الصحيح واخذنا به الى درب المهابيل